يا أبناء المسلمين لا تتجه نحو الربيع المزيف صنيعة الغرب بل إلى الاتحاد الاسلامي

إن العالم الذي تعيشه فيه الآن يتدحرج منذ أكثر من 150 عاماً بين هاهنا وهناك كالمركبة التي فقدت سائقها. لقد مزق الغرب الرأسمالي المتوحش, التراب الذي تعيش عليه في آخر قرن على أسباب مذهبية أو لغوية بعد أن عمل عليها لعصور متتالية وقسمها بين فلقتي عقل الشيطان: اللاعبين الأساسين العالميين, الشيوعية والاشتراكية.

أولاً يقتلع رأسك من جذعه وعشعش مكانه, يتدحرج ها هنا وها هناك كالكرة, وجعل لكل مكان في جذعك علماً ونشيداً وطنياً وسماه بالوطن. وجعلك تنسى كل مقدساتك مبدلاً إياها بهذه الأشياء وذكرك بتقديسها.

كل هذا سهل اللفظ. ففي مدة من الزمن جعل العالم الذي كان يُحكم بحكم الله ورسوله لقمات سائغات متشكلة من 63 دولة والتي كان كالجسد الواحد. واتخذ احتياطاته في حال وجود علامات احتمال عودة رأسك الثمل إلى مكانه. ولضمان عدم اتفاقك و تفاهمك مع من هم حولك وبينك, قامت الدول الصليبية العظمى بتعيين وصاة على كل قطعة وقسمة مما بقي منك.

وقام الوصاة بدورهم بتوكيل أنذل و أسافل ممن حوله لضمان استغلال ثروات البلاد لتكون فرعاً آخر للاستغلال والنهب العالمي. وسمّت الأنظمة المتشكلة من عائلة واحدة باسم المملكة. ومن ثم جعلت أفضل النهّابين في البلاد ملكاً عليك. فيأخذ من مالك وثروتك ما يزيد وأمّن القضاة والوزراء الفاسدين تربية الغرب حوله لصد أي احتمال شفقة أو رحمة تصدر منه.

ولكي لا يسقط النظام الشيطاني جعل على رأس كل زمن انقلاباً يغير دستور ونظام البلاد وشكل الحكم. وسمى النظام المؤسساتي المتسلط على شعبه بالديمقراطي ووعدكم بالحرية والرفاهية.

قالوا ترشح الشعب وانتخب وما حكم إلا هم. ففي كل مرة تظن أنك اقتدرت في حكمك لكن يتسلط عليك من يأتي من خلف ستار الديمقراطية. فنجح في جعلك تقدس الأنظمة الإدارية ومديريها وتثق وتصدق من تشير إليه أصابع يديه. فاضطهد حيناً أخرى لغتك ودينك وعرضك وثقافتك واقتصادك وروحك حينما كنت نائماً.

تراهم يصنعون لك الآن ربيعاً تلو الآخر وكأنما لم يكفنا تآكل الحدود المرسومة بالمسطرة. وأمّن الحدود المصطنعة بالتراب الذي سماه وطناً وجعل فيها من يعمل كدود الشجر ينخر بين أحشائها. وترى نفسك بينك وبين حالك تصارع ألعاب التقسيم السني والعلوي والرأسمالي والشيوعي والاشتراكي. ويحتل ذهنك بأفكار الهوية القومية والإسلامية واليمينية أو اليسارية في حين كان أجدادك يعيشون بهوية واحدة في أمن وأمان.

بالمختصر المفيد: يطبق عليك العدو كل أشكال الخطط الشيطانية ويناديك بـ”حي على الاختلاف”.

ويناديك بـ”حي على الاختلاف” فيخنق أبناء اللغة الواحدة بعضهم, ويناديك بـ”حي على الاختلاف” فيترامى من يسجد على سجادة واحدة بالرصاص, ويناديك بـ”حي على الاختلاف” فيغتصب كل من يؤمن بالله وكتابه عرض ومال وروح أخيه, ويناديك بـ”حي على الاختلاف” فيسحق من يخرج من باب الجامع نفسه اخوته في ميدان رابعة وميدان التحرير.

ولا يتغير شيء في العصر الأخير. وعدك الغرب المتوحش البارحة بعلم ونشيد وطني ووطن زائف, ليعدك اليوم بربيع تلو الأخر. فكلما خضعت لذلك الربيع الزائف أكل من مالك وانتهك عرضك واغتصب روحك وغير من لغتك ودينك وثقافتك و أنهك اقتصادك.

يا ابن المسلمين: انهض و انبعث….

هذا الزمان, زمان فيضان الاتحاد الإسلامي, الموجة تلو الموجة لا ذلك الربيع القادم من الغرب الزائف. الآن زمن كشف المشاريع الرأسمالية الحاقدة علينا وعلى العالم الذي نعيش عليه ومنعهم من وضع الاختلاف بيننا. الآن زمن تفشيل مشروع الاتفاق الغربي المساند لكيان اسرائيل المحتل. الآن زمن العودة إلى هويتنا الإسلامية متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله. الآن زمن تربية جيل من الشباب على طبيعة عمر بن الخطاب, ليجعلوا أوهام وتخيلات الغرب غصة في رقابهم وأعناقهم.

إذا كان النظام الشيطان العالمي يناديك بـ”حي على الاختلاف”.

إذن, “حي على الاتحاد”.